خلفية الخبر: تقارير عن استخدام روسيا لرادارات مدنية صينية في الدفاع الجوي

نشرت عدة وسائل إعلام دولية، من بينها
Defence Blog،
Kan China،
الجزيرة،
والعربية،
تقارير تفيد بأن وحدات الدفاع الجوي الروسية شوهدت وهي تستخدم أنظمة رادار صينية مدنية الصنع من طراز FSTH-LD02 و FSTH-LD03 لتتبع الطائرات بدون طيار الأوكرانية.

صممت هذه الأنظمة في الأصل لأغراض مدنية بحتة مثل مراقبة الارتفاعات المنخفضة وأمن المطارات. ويُقال إنها قادرة على اكتشاف الأجسام الصغيرة ضمن مدى 10 إلى 15 كيلومترًا، بدقة عالية للأهداف ذات مساحة مقطع راداري صغيرة (0.01 م²).
ومع ذلك، فهي ليست أنظمة عسكرية معتمدة، وقد تم دمجها، وفقًا للتقارير، في شبكات دفاعية ميدانية مؤقتة.

وأشار خبراء نقلت عنهم صحيفة الشرق الأوسط وSina Finance إلى أن هذه الأجهزة لم تُصمم أو تُعتمد للاستخدام القتالي، إذ تفتقر إلى أنظمة الاتصال المشفرة والحماية الكهرومغناطيسية.
وبالتالي، فإن استخدامها يثير تساؤلات تتعلق بازدواجية الاستخدام والامتثال لتصدير التقنيات المدنية أكثر من كونه دليلًا على مبيعات عسكرية مباشرة.


الرادار المدني مقابل الرادار العسكري: حدود تقنية واضحة

الجانبالرادار المدنيرادار الدفاع الجوي العسكري
الاستخدام الأساسيإدارة المجال الجوي، مراقبة الطائرات بدون طيار، السلامة العامةاكتساب الأهداف، توجيه الصواريخ، الإجراءات المضادة
مدى الكشف5–20 كم50–300 كم
مقاومة التشويشمتوسطة (معالجة برمجية)عالية جدًا (قفز ترددي، ECCM)
بروتوكول الاتصالمفتوح وقابل للتكامل (API)مشفر وسري
أسلوب النشروحدات متنقلة وسهلة النقلثابتة أو مثبتة على منصات عسكرية

حتى لو تشابهت المستشعرات من حيث المكونات، إلا أن البنية البرمجية ومتطلبات الموثوقية تختلف جذريًا.
بمعنى آخر، لا يمكن تحويل الرادارات المدنية إلى أنظمة عسكرية دون إعادة تصميم كاملة.


دور لاكيدا وموقفها التقني

تُعد شركة ووهان لاكيدا لأنظمة الرادار (Wuhan Lakeda Radar Systems Co., Ltd.) من الشركات المتخصصة في تقنيات الرادار للأمن المدني ومكافحة الطائرات بدون طيار.
وتؤكد الشركة أن منتجاتها مصممة حصريًا للاستخدامات المدنية وحماية البنية التحتية.

أبرز المزايا التقنية لأنظمتنا:
  1. قدرة كشف عالية الحساسية — باستخدام تحليل دوبلر والحركة الدقيقة لتحديد الأهداف الصغيرة والبطيئة.
  2. نظام مسح هجين — يجمع بين الدوران الميكانيكي والمسح الإلكتروني لتغطية كاملة بزاوية 360°.
  3. تكامل برمجي مفتوح (API) — متوافق مع أنظمة القيادة والسيطرة وأنظمة المراقبة المدنية.
  4. نشر سريع ووحدات محمولة — مناسبة للمطارات والموانئ والمناطق الحضرية.
  5. دمج متعدد المستشعرات — مع أنظمة EO/IR و AIS و ADS-B وأجهزة الاستشعار اللاسلكية.

تخدم أنظمتنا مجالات السلامة الجوية، المراقبة الساحلية، حماية الطاقة والمدن الذكية — وليست مصممة للعمليات العسكرية.


بيان رسمي من شركة لاكيدا

ردًا على التقارير الأخيرة، أصدرت شركة لاكيدا البيان التالي:

1. نعارض بشدة أي استخدام عسكري لمعداتنا

لم نُفوض أو نشارك أو نوافق على أي استخدام لأنظمتنا في النزاعات أو العمليات القتالية.
وأي استغلال من هذا النوع يُعد انتهاكًا لمبادئنا الأخلاقية وللاتفاقيات القانونية.

2. التزام صارم بلوائح التصدير والتحقق من المستخدمين النهائيين

تلتزم جميع صادراتنا باللوائح الصينية والمعاهدات الدولية.
ونجري عمليات تحقق متعددة المراحل لضمان الاستخدام المدني حصراً.

3. تقنية قابلة للتتبع وشفافة

تُجهز كل وحدة برقم تسلسلي فريد ونظام ترخيص برمجي يسمح بتتبع الملكية والاستخدام.
ونحتفظ بالحق في إيقاف الخدمة أو اتخاذ الإجراءات القانونية في حال إساءة الاستخدام.

4. التزام بالسلام والابتكار المدني

مهمتنا في لاكيدا هي حماية الناس، وليس المشاركة في الصراع.
ونؤمن بأن تكنولوجيا الرادار يجب أن تخدم السلامة العامة وإدارة المجال الجوي وحماية البيئة فقط.


التكنولوجيا في خدمة السلام

تسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات العالمية المرتبطة بـ التكنولوجيا مزدوجة الاستخدام، وكيف يمكن إساءة توظيف الابتكارات المدنية في النزاعات.
وترى شركة لاكيدا أن المسؤولية تبدأ من المصنع.

تعهداتنا المستقبلية تشمل:

  • تعزيز الشفافية في التصدير ورصد الاستخدام
  • دمج تراخيص زمنية لمنع إعادة تفعيل الأنظمة في السياقات المحظورة
  • التعاون مع الهيئات الدولية لوضع معايير الرادار المدني
  • تطوير شبكات رادار صغيرة للتعاون في مراقبة الارتفاعات المنخفضة
  • النشر المستمر لتقارير الامتثال والشفافية العامة

الخاتمة

التكنولوجيا في حد ذاتها محايدة، لكن استخدامها يحدد قيمتها الأخلاقية.
في لاكيدا، نؤمن بأن الرادار يجب أن يرى، لا أن يضرب.
وسنواصل بناء أنظمة تحمي الأجواء والموانئ والبشر، لا أن تهددهم.

“القوة الحقيقية للتكنولوجيا لا تكمن في التدمير، بل في الحماية.”
شركة لاكيدا للرادار، أكتوبر 2025


المراجع والمصادر